ماذا يعني فار VAR في كرة القدم؟
شهدت كرة القدم تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة بفضل اعتماد التكنولوجيا لتحسين دقة القرارات التحكيمية وتعزيز نزاهة اللعبة. ومن أبرز هذه الابتكارات تقنية حكم الفيديو المساعد فار VAR.
وأصبح نظام VAR جزءاً لا يتجزأ من منافسات كرة القدم، حيث يساعد الحكام في اتخاذ قرارات أكثر دقة خلال اللحظات الحاسمة، مما يقلل من الأخطاء التحكيمية التي قد تؤثر على نتائج المباريات.
ورغم الجدل المستمر حول تأثير الفار على وتيرة اللعبة وسلاستها، إلا أن هذه التقنية أصبحت أداة ضرورية في كرة القدم الحديثة، حيث توازن بين سرعة الأداء ودقة القرارات.
ما هو الفار VAR؟
ببساطة، الفار VAR هي اختصار كلمة Video Assistant Referee، وتعني باللغة العربية “حكم الفيديو المساعد”.
ويُعرف الفار VAR بأنه نظام تحكيم مدعوم بالتكنولوجيا، ويهدف إلى مساعدة الحكام في اتخاذ قرارات دقيقة أثناء اللحظات الحاسمة في مباريات كرة القدم.
ويقوم فريق VAR بمراقبة المباراة عن بُعد عبر شاشات متعددة داخل غرفة في الملعب، ويملك وصولاً فورياً إلى لقطات الفيديو الخاصة بالمباراة من خلال زوايا كاميرات متعددة.
وعادةً ما يتكون طاقم تحكيم الفار VAR من مسؤول فار، الذي يكون عادة حكماً سابقاً أو حالياً، وثلاثة مساعدين لحكم الفيديو المساعد (AVARs)، بالإضافة إلى مشغل إعادة الفيديو.
وعلى عكس الرياضات الأخرى مثل الهوكي أو الكريكيت، حيث يحتاج الحكم أو اللاعبين إلى طلب مراجعة الفيديو لبعض القرارات، يقوم نظام VAR في لعبة كرة القدم بمراقبة اللعب باستمرار وينبه الحكم تلقائياً إذا رأى أن قراراً خاطئاً قد تم اتخاذه خلال مجريات المباراة.
تاريخ ظهور الفار
تم تصور فكرة نظام VAR لأول مرة كجزء من مشروع طموح وضعه الاتحاد الهولندي لكرة القدم (KNVB) في عام 2010. وكان يهدف إلى تقديم استخدام فعال للتكنولوجيا لجعل قرارات حكام كرة القدم داخل الملعب أكثر دقة وخالية من الأخطاء.
وبينما حظي نظام تكنولوجيا خط المرمى بقبول واسع وتم اعتماده من قِبل الفيفا بعد التجارب التي أُجريت في عام 2012، فإن نظام VAR استغرق وقتا أطول لكسب الزخم والقبول.
وقدم الاتحاد الهولندي لكرة القدم طلباً إلى الفيفا لتعديل القوانين والسماح باستخدام نظام VAR وإجراء تجارب إضافية. ووافق الاتحاد الدولي للعبة على الطلب الهولندي خلال اجتماع عُقد في عام 2016.
وأُجريت أول تجربة حية لنظام VAR خلال مباراة ودية في هولندا بين بي إس في آيندهوفن ونظيره إف سي آيندهوفن في يوليو 2016.
وتم استخدام نظام VAR على المستوى الدولي لأول مرة في مباراة ودية بين إيطاليا وفرنسا بتاريخ 1 سبتمبر 2016؛ وشهد كأس القارات 2017 أول استخدام لنظام VAR في بطولة دولية رسمية.
وكانت مباراة أياكس ضد فيلم تو تيلبورغ في الدور الأول من كأس هولندا، هي الأولي التي تقام في مسابقة رسمية تشهد تطبيق تقنية الفيديو في 21 سبتمبر 2016، كما كانت هذه المرة الأولى التي تظهر فيها شاشة صغيرة على خط الملعب.
وكان الدوري الأسترالي (A-League) أول دوري في الدرجة الأولى يتبنى نظام VAR في عام 2017، وتبعه سريعاً دوري المحترفين الأمريكي (MLS) في الولايات المتحدة.
وأضفى اعتماد نظام VAR في كأس العالم روسيا 2018 ثقلاً كبيراً للتقنية وعلامة فارقة، حيث مهد الطريق في النهاية لإدماج النظام في أعرق البطولات الأوروبية “دوري أبطال أوروبا” في موسم 2018-2019.
أما في الدوريات الأوروبية الكبرى، اعتمد الدوري الألماني (البوندسليغا) والدوري الإيطالي (السيري آ) نظام VAR في موسم 2017-2018.
بينما قدم الدوري الإسباني (الليغا) والدوري الفرنسي (ليغ 1) التقنية في موسم 2018-2019، ولجأ إليه الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020.
متى يتدخل الفار؟
يُمكن لنظام VAR التدخل فقط في 4 حالات محددة حيث قد يكون هناك “خطأ واضح” أو “حادثة خطيرة تم إغفالها”. وهذه الحالات التي يمكن مراجعتها:
اولاً التحقق من مشروعية الأهداف: يتضمن ذلك التحقق من حالات التسلل، التعدي خلال ركلات الجزاء، وما إذا كانت الكرة تجاوزت خط المرمى.
ثانياً ضربات الجزاء: يتضمن ذلك التحقق مما إذا كان هناك تلامس داخل منطقة الجزاء، أو إذا كان هناك تمثيل، أو إذا تم احتساب الخطأ بشكل خاطئ.
ثالثاً البطاقات الحمراء المباشرة (وليس البطاقات الصفراء الثانية): يشمل مراجعة ما إذا كان الخطأ خطيرًا بما يكفي للحصول على بطاقة حمراء، أو إذا كان هناك خطأ في هوية اللاعب، أو إذا تم طرد اللاعب الخطأ.
رابعاً الهوية الخاطئة: تُستخدم للتحقق مما إذا كان الحكم قد طرد اللاعب الخطأ.
أي شيء خارج الفئات الأربع المذكورة أعلاه لا يخضع للمراجعة. وتشمل هذه القرارات، على سبيل المثال لا الحصر: البطاقات الصفراء الأولى والثانية. قرارات الركنيات. حالات لمس اليد.
ويمكن لحكم المباراة أن يطلب مراجعة VAR فقط بعد اتخاذه قراراً. وحتى إذا لم يطلب حكم VAR المراجعة.
ويمكن للنظام تنبيه الحكم عبر سماعة الأذن إذا رأى أنه كان هناك خطأ واضح، وفي هذه الحالة، يمكن للحكم إما تغيير أو إلغاء قراره بناءً على توصية VAR (مراجعة بواسطة VAR فقط)، أو مراجعة لقطات الحادثة بنفسه على شاشة جانبية بجوار الملعب (مراجعة ميدانية).
في كلتا الحالتين، القرار النهائي يكون دائماً بيد الحكم الرئيسي للمباراة، حيث يمكن لـVAR تقديم التوصيات والنصائح فقط.
اقرأ ايضاً