
قاد إلياس العاشوري منتخب تونس لانطلاقة قوية في كأس الأمم الإفريقية 2025، بعدما سجل ثنائية أسهمت في فوز مستحق على أوغندا بنتيجة 1/3، في المواجهة التي جمعت المنتخبين مساء الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا وتنزانيا، ليؤكد نسور قرطاج جاهزيتهم منذ البداية ويعتلوا صدارة المجموعة بفارق الأهداف.
ودخل المنتخب التونسي اللقاء برغبة واضحة في تحقيق بداية مغايرة لنسخة 2023، التي اكتفى فيها بتعادلين وخسارة في دور المجموعات، ففرض سيطرته مبكرًا على مجريات اللعب، ونجح في افتتاح التسجيل عند الدقيقة العاشرة، عندما ارتقى إلياس السخيري لكرة ركنية نفذها حنبعل المجبري، وحولها برأسه لترتطم بالقائم الداخلي قبل أن تعانق الشباك بعد اصطدامها بالمدافع الأوغندي عزيز كايوندو المتمركز على خط المرمى.
وواصل نسور قرطاج ضغطهم وتنظيمهم العالي، مع أفضلية واضحة في الاستحواذ وبناء الهجمات، إلى أن تُوج التفوق بهدف ثانٍ في الدقيقة 40، حمل توقيع إلياس العاشوري الذي استقبل كرة عرضية داخل منطقة الجزاء وسددها مباشرة من لمسة واحدة في الزاوية العليا، منهياً شوطًا أولًا تفوقت فيه تونس فنيًا وبدنيًا.
وجاءت بداية الشوط الثاني أقل إيقاعًا، حيث غابت الفرص الحقيقية عن المرميين في الدقائق الأولى، قبل أن تستعيد تونس فعاليتها الهجومية في الدقيقة 64، عندما تصدى الحارس جمال سليم لتسديدة علي عبدي، لترتد الكرة أمام العاشوري الذي تابعها بهدوء داخل الشباك مسجلًا هدفه الشخصي الثاني، ومؤكدًا أفضلية نسور قرطاج وحسمهم العملي للمواجهة.
ومع تقدم تونس بثلاثة أهداف، تراجعت حدة اللقاء، ولم تشكل أوغندا تهديدًا حقيقيًا سوى بمحاولة بعيدة من دينيس أوميدي مرت بجوار القائم، قبل أن ينجح اللاعب ذاته في تسجيل هدف تقليص الفارق في الوقت بدل الضائع إثر تسديدة غيّرت اتجاهها. ورغم ذلك، لم يؤثر الهدف على مسار اللقاء الذي بقي تحت سيطرة المنتخب التونسي حتى صافرة النهاية.
وبهذا الفوز، حصد منتخب تونس أول ثلاث نقاط في مشواره القاري، ليعتلي صدارة المجموعة الثالثة بفارق الأهداف، مؤكدًا تفوقه التاريخي على أوغندا بتحقيق الانتصار السادس تواليًا في المواجهات المباشرة بين المنتخبين، فيما خرج منتخب أوغندا ببداية مخيبة، ليجد نفسه في قاع الترتيب بعد فشل جديد في هز الشباك خلال مشواره الدولي الأخير.
تونس | مصالحة مع الجماهير والعودة للمسار الصحيح
خاض منتخب نسور قرطاج البطولة بعد فترة تحضيرات قوية، شهدت خوضه تسع مباريات دولية لم يتعرض خلالها سوى لخسارة واحدة (خمسة انتصارات، ثلاثة تعادلات، وخسارة واحدة)، من بينها مشواره اللافت في تصفيات كأس العالم، حيث نجح في التأهل دون أن تستقبل شباكه أي هدف خلال عشر مباريات، محققًا تسعة انتصارات وتعادلًا واحدًا.
ورغم المستوى المميز الذي سبق انطلاق البطولة، دخل المنتخب التونسي المنافسات وهو يسعى لتجاوز خيبة الأمل التي رافقت مشاركته في نسخة 2023، التي ودعها مبكرًا من دور المجموعات.
كما أن فشله في التأهل إلى الأدوار الإقصائية في نسختين متتاليتين لم يحدث منذ عام 1994، وهو ما شكّل ضغطًا إضافيًا على اللاعبين والجهاز الفني بقيادة سامي الطرابلسي، ودفعهم للبحث عن مصالحة حقيقية مع الجماهير.
واستند نسور قرطاج أيضًا إلى سجلهم التاريخي المميز أمام منتخب أوغندا، إذ سبق لهم الفوز في جميع المواجهات الخمس السابقة بين المنتخبين، مسجلين 16 هدفًا مقابل هدف واحد فقط، علمًا أن هذه المباراة مثّلت أول لقاء بين الطرفين في القرن الحادي والعشرين منذ عام 2017.
وعلى مستوى الأفراد، برز لاعب وسط أوغسبورغ، إلياس سعد، كأحد الأسماء التي لفتت الأنظار قبل البطولة، بعدما أسهم في أربعة أهداف خلال آخر ست مباريات دولية مع المنتخب (ثلاثة أهداف وصناعة هدف)، ليكون أحد الأوراق المهمة التي عوّل عليها الجهاز الفني في مشوار نسور قرطاج.
أوغندا | فشل وسط تحديات تنظيمية
دخل منتخب أوغندا البطولة في ظل ظروف تحضيرية معقدة، بعدما تأثرت استعداداته بإضراب نفذه اللاعبون مؤخرًا احتجاجًا على قضايا مالية، وهو ما انعكس سلبًا على الجاهزية الفنية والبدنية للفريق قبل انطلاق المنافسات القارية.
وشارك منتخب “الكرينز” في البطولة للمرة الثالثة فقط خلال القرن الحالي، باحثًا عن تكرار إنجازه الأبرز في نسخة 2019، حين بلغ دور الـ16 عقب فوزه على جمهورية الكونغو الديمقراطية بهدفين دون رد في مباراة الافتتاح. ورغم ذلك، يبقى ذلك الانتصار هو الوحيد لأوغندا في نهائيات كأس الأمم الإفريقية منذ وصولها التاريخي إلى النهائي عام 1978.
وسعى المدير الفني البلجيكي بول بوت إلى تجاوز هذه الصعوبات ومحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام منتخب قوي بحجم تونس، إلا أن الأرقام لم تكن في صالحه قبل انطلاق البطولة، إذ دخل المنتخب الأوغندي اللقاء دون تحقيق أي فوز في آخر ست مباريات دولية (تعادلان وأربع هزائم).
وعلى صعيد الأسماء البارزة، برز ألان أوكيللو كأحد أبرز مفاتيح اللعب في صفوف أوغندا، بعدما أسهم في تسعة أهداف خلال آخر عشر مباريات دولية، مسجلًا خمسة أهداف وصانعًا أربعة، ليكون أحد العناصر القليلة التي عوّل عليها الجهاز الفني في مواجهة التحديات الكبيرة التي أحاطت بمشاركة المنتخب في البطولة.