بداية الغابون الكارثية تمنح إيونغ الأضواء.. الكاميرون تبدأ أمم إفريقيا 2025 بانتصار صعب

استهلّ منتخب الكاميرون مشاركته في كأس أمم إفريقيا 2025 بانتصار شاق على حساب الغابون بنتيجة 0/1، مساء اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025، في مباراة حسمتها البداية المرتبكة لـ«الفهود» ومنحت المهاجم كارل إيتا إيونغ فرصة خطف الأضواء مبكرًا، ليقود الأسود غير المروّضة إلى أول ثلاث نقاط في مشوار المجموعة السادسة.
دخلت الكاميرون اللقاء وسط أجواء غير مستقرة فنيًا عقب التغيير على رأس الجهاز الفني، لكنها سرعان ما فرضت إيقاعها واستثمرت ارتباك الغابون الدفاعي في الدقائق الأولى.
وبعد مرور سبع دقائق فقط، استقبل برايان مبيومو كرة طويلة من صامويل كوتو، هيّأها بذكاء إلى كارل إيتا إيونغ الذي أطلق تسديدة قوية سكنت شباك الحارس لويس مبابا، مانحًا الكاميرون تقدمًا مبكرًا قلب مجريات المواجهة.
واصل الأسود غير المروّضة ضغطهم بحثًا عن تعزيز التقدم، وكاد داني ناماسو أن يضيف الهدف الثاني بعد تمريرة عرضية أرضية من جونيور تشاماديو، إلا أن تسديدته مرت خارج المرمى، ليكتفي المنتخب الكاميروني بهدف وحيد مع نهاية الشوط الأول، رغم تفوقه الواضح في الاستحواذ وصناعة الفرص.
أوباميانغ ينعش الغابون
مع تراجع نسبي في الأداء، لجأ مدرب الغابون تييري مويوما إلى خطوة لافتة بإشراك بيير-إيميريك أوباميانغ ضمن تبديل مزدوج، وهو ما منح «الفهود» دفعة معنوية واضحة.
واقترب دينيس بوانغا من إدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، لكن الدفاع الكاميروني نجح في إبعاد الخطر.
دخل الفريقان الشوط الثاني بإيقاع أسرع، وواصل مبيومو تألقه وصناعة الخطورة، حيث كاد أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 55 بعد مجهود فردي وتسديدة قوية أجبرت مبابا على تصدٍ مميز.
في المقابل، بدا أوباميانغ الأكثر خطورة في صفوف الغابون، وكاد يستغل كرة مرتدة داخل المنطقة، لكنه فقد توازنه تحت ضغط الدفاع في اللحظة الحاسمة.
ازدادت محاولات الغابون في الدقائق الأخيرة، حيث تصدى الحارس ديفيس إيباسي لتسديدة قريبة من رويس أوبندا، كما أُبعدت محاولتان خطيرتان لإيريك جونيور دينا إيبيمبي وفرانك ماغري، ليحافظ المنتخب الكاميروني على تقدمه حتى صافرة النهاية.
بهذا الفوز، بدأت الكاميرون مشوارها في البطولة بانتصار ثمين يمنحها دفعة معنوية قبل المواجهة المرتقبة أمام كوت ديفوار، والتي قد تكون حاسمة في صراع صدارة المجموعة.
بينما تلقّت الغابون خسارة افتتاحية هي الأولى لها في أمم إفريقيا منذ عام 2000، لكنها خرجت ببعض المؤشرات الإيجابية قبل مواجهتها المصيرية أمام موزمبيق في الجولة المقبلة.
تحديات كبيرة للأسود الكاميرونية
كان منتخب الكاميرون، أحد عمالقة الكرة الإفريقية تاريخيًا، حريصًا على استعادة مكانته في البطولة القارية، غير أن المهمة بدت معقدة في ظل المرحلة الصعبة التي مرّ بها الفريق بعد فشله في التأهل إلى كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية.
وحمل أسود الكاميرون الرقم القياسي الإفريقي في عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم بثماني مرات، ما جعل الإقصاء على يد منتخب الرأس الأخضر صدمة كبيرة لجماهيره، خاصة في ظل الطموحات المرتفعة التي سبقت التصفيات.
ورغم ذلك، أتيحت للمنتخب فرصة لتعويض خيبة الأمل من خلال تجاوز “مجموعة الموت” والمضي قدمًا في البطولة القارية.
وكان منتخب المدرب ديفيد باجو قد ضمن تأهله إلى النهائيات بعدما تصدر مجموعته دون أي خسارة، إلا أن التحديات الحقيقية بدأت مع انطلاق المنافسات القارية التي فرضت اختبارات أكثر صعوبة.
وشهدت قائمة المنتخب مفاجأة باستبعاد المهاجم المخضرم وقائد الفريق فينسنت أبوبكر، وهو قرار أثار تساؤلات حول الفاعلية الهجومية، لا سيما بعد فشل الكاميرون في تسجيل أي هدف خلال آخر مباراتين رسميتين، وهو ما أسهم في الإخفاق بمشوار تصفيات كأس العالم، على عكس ما اعتاده الجمهور في حقب سابقة شهدت أسماء بارزة مثل روجر ميلا، باتريك مبوما، وصامويل إيتو.
كما دخلت الكاميرون المواجهة أمام الغابون وسط معطيات متوازنة، بعدما عجزت عن هز شباكها في آخر لقاء جمع المنتخبين، مع تبادل الفريقين الفوز في مباراتين من أصل آخر خمس مواجهات مباشرة، ما جعل المواجهة مفتوحة على جميع الاحتمالات وصعبة التوقع.
الجابون | الخصم المزعج
دخل منتخب الجابون النسخة الحالية من كأس أمم إفريقيا وهو يُصنَّف كـ«الحصان الأسود»، واضعًا نصب عينيه تجاوز أفضل إنجازاته السابقة المتمثلة في بلوغ ربع النهائي خلال نسختي 1996 و2012.
ورغم الفارق في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث جاء الجابون متأخرًا بـ27 مركزًا عن الكاميرون، فإن المؤشرات الفنية عكست قدرة الفريق على تفادي الخسارة، بعدما حافظ على سجله خاليًا من الهزائم في الوقت الأصلي خلال آخر ست مباريات، من بينها التعادل 1-1 أمام نيجيريا في تصفيات كأس العالم.
وتميّز المنتخب الجابوني بأسلوب لعب يعتمد على الإبداع الفردي والقدرة على إزعاج المنتخبات الكبرى، مستندًا إلى لاعبين قادرين على تغيير مجريات اللقاء بلحظة من البراعة. ومع انتهاء آخر مواجهة مباشرة بين المنتخبين بالتعادل السلبي، بدا واضحًا أن الجابون لم يكن خصمًا سهلًا في افتتاح مشواره بالبطولة، ما عزز من صعوبة المهمة أمام منافسيه منذ الجولة الأولى.