
انتزع منتخب مالي تعادلًا ثمينًا من مضيفه المغرب بنتيجة 1/1، في المواجهة التي جمعتهما مساء الجمعة 26 ديسمبر 2025، على ملعب الأمير مولاي عبد الله، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في كأس أمم إفريقيا 2025، ليؤجل حسم بطاقتي التأهل إلى دور الـ16 حتى الجولة الختامية.
ودخل منتخب المغرب اللقاء بصفته الطرف المرشح للانتصار، وفرض سيطرته على مجريات الشوط الأول، لكنه اصطدم بتنظيم دفاعي محكم من جانب المنتخب المالي، الذي نجح في إغلاق المساحات والحد من خطورة أصحاب الأرض، رغم المحاولات المتكررة لـ«أسود الأطلس».
ورغم صعوبة الاختراق، واصل المنتخب المغربي ضغطه، حتى حصل على ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول بعد العودة إلى تقنية الفيديو، إثر لمسة يد داخل منطقة الجزاء، ترجمها براهيم دياز بنجاح إلى هدف التقدم، مانحًا المغرب أفضلية معنوية مع نهاية النصف الأول من اللقاء.
في المقابل، ظهر منتخب مالي بوجه مغاير مع بداية الشوط الثاني، ودخل المباراة بثقة أكبر، مع تحسن واضح في الانتشار الهجومي والضغط في وسط الملعب. ولم ينتظر «النسور» طويلًا لتعديل النتيجة، إذ تحصلوا على ركلة جزاء عند الدقيقة 64 بعد عرقلة لاسينا سينايوكو داخل المنطقة، قبل أن يتولى اللاعب نفسه تنفيذها بنجاح، معيدًا المباراة إلى نقطة التعادل.
بعد الهدف، حاول المنتخب المغربي استعادة التقدم عبر تكثيف الهجوم، في وقت اعتمد فيه منتخب مالي على التماسك الدفاعي واللعب على المرتدات، لينتهي اللقاء بالتعادل، في نتيجة عكست الندية الكبيرة بين الطرفين.
وبهذه النتيجة، تبقى حسابات التأهل مفتوحة في المجموعة الأولى، حيث سيواجه المغرب (4 نقاط) منتخب زامبيا (نقطتين) في الجولة الأخيرة، بينما يلتقي مالي (نقطتين) مع جزر القمر (نقطة واحدة)، وسط صراع محتدم على حسم بطاقتي العبور إلى دور الـ16.
وكان «أسود الأطلس» استهلوا مشوارهم في البطولة بفوز مقنع 0/2 على جزر القمر، ليتصدروا المجموعة الأولى بفارق نقطتين، في حين اكتفى منتخب مالي بتعادل 1/1 أمام زامبيا في مباراته الافتتاحية.
معاناة المغرب مستمرة
عانى المنتخب المغربي نسبيًا في الشوط الأول من مباراته الأولى، بعدما فشل في ترجمة أي من سبع محاولات على المرمى، من بينها ركلة جزاء مهدرة في الدقيقة 11 عبر المهاجم سفيان رحيمي.
لكن الأداء تحسن بشكل واضح بعد الاستراحة، حيث افتتح براهيم دياز التسجيل في الدقيقة 55، قبل أن يؤكد البديل أيوب الكعبي الانتصار بهدف رائع بضربة مقصية، قد يكون أحد أبرز المرشحين لهدف البطولة.
وعزز هذا الفوز سلسلة المغرب دون هزيمة إلى 18 مباراة، حقق خلالها 15 انتصارًا في الوقت الأصلي، مقابل ثلاث مباريات أخرى شملت الفوز بركلات الترجيح على السنغال في نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين، والانتصار على الأردن بعد التمديد في طريق التتويج بـكأس العرب.
ورغم التعادل أمام مالي، واصل منتخب المغرب سلسلة نتائجه الإيجابية، رافعًا رصيده إلى 19 مباراة متتالية دون هزيمة، حقق خلالها 15 انتصارًا في الوقت الأصلي، إلى جانب ثلاث مباريات أخرى حُسمت خارج التسعين دقيقة، من بينها الفوز بركلات الترجيح على السنغال في نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين، والانتصار على الأردن بعد التمديد في طريق التتويج بلقب كأس العرب.
وباعتباره أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، يواصل المنتخب المغربي تقدمه بثبات في البطولة، رغم تعقّد حسابات المجموعة الأولى، إذ يبقى حلم التتويج باللقب الإفريقي الغائب منذ 1976 قائمًا، خاصة في ظل تصدره تصنيف الفيفا على مستوى القارة الإفريقية.
وبهذا التعادل، يتأجل حسم صدارة المجموعة الأولى وبطاقة التأهل رسميًا إلى دور الـ16، حيث سيدخل منتخب المغرب الجولة الختامية أمام زامبيا بهدف تأكيد تفوقه وحسم التأهل، بعد أن اكتفى بنقطة واحدة أمام منتخب مالي الذي فرض نفسه كمنافس عنيد في سباق العبور.
وعلى غرار المغرب، بدأ منتخب مالي مشواره بإهدار ركلة جزاء في الشوط الأول من مباراته أمام زامبيا، قبل أن ينجح في التقدم مع بداية الشوط الثاني عبر لاسين سينايوكو الذي سجل من مسافة قريبة.
غير أن فشل «النسور» في تعزيز التقدم كلّفهم الكثير، إذ خطف مهاجم ليستر سيتي باتسون داكا هدف التعادل لزامبيا في الوقت بدل الضائع، ليكتفي فريق المدرب توم سانتفيت بنقطة واحدة، بعد تعادل سلبي سابق وديًا أمام الأردن.
ورغم ذلك، يمكن لمنتخب مالي استخلاص بعض الإيجابيات، بعدما حافظ على سجله دون هزيمة في 5 مباريات متتالية (فوزان و3 تعادلات)، ولم يتلقَ سوى خسارة واحدة في آخر 6 مباريات له في كأس أمم إفريقيا (فوزان، 4 تعادلات).
ورغم هذه المعطيات، نجح منتخب مالي في تجاوز عقدة نتائجه خارج أرضه، والتي كانت تثير القلق بعد تحقيقه فوزًا واحدًا فقط في آخر ست مباريات خارج الديار (3 تعادلات وخسارتان)، ليخرج من مواجهة صعبة أمام منتخب لم يتعرض لأي خسارة رسمية على أرضه منذ 2009 بنقطة ثمينة تعزز حظوظه في سباق التأهل.
كما كسر هذا التعادل الهيمنة المغربية على صعيد المواجهات المباشرة في السنوات الأخيرة، بعدما فشل منتخب مالي في تحقيق الفوز في آخر أربع مواجهات أمام «أسود الأطلس»، مكتفيًا بالخروج بنتيجة إيجابية هذه المرة، ومتمكنًا من التسجيل في شباك المغرب لأول مرة منذ ثلاث مباريات، ليؤكد قدرته على مقارعة أصحاب الأرض وفرض نفسه طرفًا صعبًا في حسابات المجموعة.