ما عقوبة انسحاب الأهلي بنغازي أمام الأهلي طرابلس في ميلانو؟

أشعلت مواجهة الأهلي طرابلس ونظيره الأهلي بنغازي أولى أزمات مرحلة سداسي التتويج من الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم 2024-2025، والتي انطلقت مساء الجمعة 25 يوليو 2025 على ملعب “أرينا سيفيكا” بمدينة ميلانو الإيطالية، حيث توقفت المباراة قبل نهاية الشوط الأول بعد انسحاب الأهلي بنغازي احتجاجًا على قرارات التحكيم، ما دفع الاتحاد الليبي إلى بحث فرض عقوبات تأديبية صارمة.

دخل الفريقان اللقاء بقوة، وسط أفضلية واضحة للأهلي طرابلس الذي أنهى أول نصف ساعة متقدمًا بهدفين نظيفين. لكن المباراة خرجت عن مسارها بعد أن طُرد مدرب الأهلي بنغازي ناصر الحضيري ببطاقة حمراء إثر تصرف غير رياضي، ما أدى إلى احتجاجات واسعة من لاعبي الفريق والجهاز الفني.

رفض الأهلي بنغازي استكمال المباراة في ظل عدم تشغيل تقنية الفيديو المساعد VAR، والتي طالب بها أكثر من مرة، معتبرًا أن تعطّل التقنية شكّل عنصرًا مؤثرًا على قرارات الحكم الإيطالي.

وبعد محاولات عديدة لإعادة الفريق إلى أرض الملعب، أعلن الحكم نهاية المباراة رسميًا، وسجّل في تقريره انسحاب الأهلي بنغازي، بينما كانت النتيجة تشير إلى تقدّم الأهلي طرابلس (2-0).

العقوبات المتوقعة وفق مصادر قريبة من الاتحاد الليبي

كشفت مصادر مطلعة أن لجنة المسابقات ولجنة الانضباط في الاتحاد الليبي لكرة القدم ستصدر حزمة من العقوبات بعد اجتماع طارئ عقد اليوم السبت في ميلانو، لمناقشة التقريرين الفني والإداري للمباراة.

وبحسب المعلومات الأولية، ستشمل العقوبات ما يلي:

• اعتماد فوز الأهلي طرابلس (3-0) جزائيًا، ومنحه نقاط المباراة الثلاث رسميًا.
• إيقاف مدرب الأهلي بنغازي ناصر الحضيري لمباراتين مع تغريمه ماليًا، على خلفية السلوك غير الأخلاقي الذي تسبب في إشهار البطاقة الحمراء.
• قرار تأديبي بحق المدرب المساعد عادل الشاعري، بناءً على ما ورد في تقرير مراقب المباراة.
• عدم خصم نقاط من رصيد الأهلي بنغازي كما تم الترويج، لكن سيُطلب من الفريق توقيع تعهد رسمي باحترام لوائح البطولة واستكمال المنافسات بروح رياضية.

من جهته، أعلن مجلس إدارة الأهلي بنغازي أنه سيعقد اجتماعًا عاجلًا في الساعات المقبلة لاتخاذ موقف رسمي من الأحداث التي رافقت المباراة، ومن المتوقع أن يصدر بيانًا توضيحيًا بشأن الانسحاب وقرارات التحكيم المثيرة للجدل.

وتُعد هذه الواقعة ضربة مبكرة لمرحلة سداسي التتويج التي كان يُعوّل عليها اتحاد الكرة الليبي لإنهاء الموسم بنجاح في ظل إقامة المنافسات في الخارج بسبب الظروف الأمنية.

وتنتظر الأوساط الكروية الليبية ما ستسفر عنه الجولة الثانية، وسط آمال بأن لا تتكرر مثل هذه الأزمات، وأن تسير البطولة في أجواء تنافسية نزيهة تُحفظ فيها حقوق جميع الأطراف.

وتقام مرحلة سداسي التتويج في مدينة ميلانو الإيطالية على خمس جولات حيث تشمل كل جولة 3 مباريات، وذلك بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا.

وتحدد مرحلة سداسي التتويج هوية بطل الدوري الليبي في الموسم الحالي بجانب الفرق المشاركة في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية.

ودخل الأهلي طرابلس اللقاء مدجّجًا بعناصر هجومية مؤثرة، يتقدمها هداف الدوري الأنغولي مابولولو برصيد 18 هدفًا، إلى جانب صانع الألعاب محمد المنير، الذي يتصدر قائمة صانعي الأهداف.

في المقابل، سعى الأهلي بنغازي بقيادة مدربه الوطني ناصر الحضيري لكسر عقدة عدم الفوز على الأهلي طرابلس خارج البلاد، وتسجيل فوز أول يُنعش آمال الفريق في المنافسة على اللقب.

تاريخيًا، تحمل هذه المواجهة طابعًا خاصًا، إذ التقى الاهلي طرابلس والاهلي بنغازي خمس مرات حاسمة على مدار عقود الدوري، وشهدت مواجهاتهما الكثير من الإثارة والندية، بدءًا من أول نهائي في 1964، وصولًا إلى تعادلهما في روما العام الماضي.