بنفس عمر نادال.. ألكاراز يحصد خامس ألقابه في الغراند سلام

كورة فار koravar (تنس): في أمسية باريسية لا تُنسى، كتب الإسباني كارلوس ألكاراز فصلًا جديدًا في تاريخ التنس، بعد أن حسم أطول نهائي لبطولة رولان غاروس على الإطلاق، مساء الأحد 8 يونيو 2025، منتزعًا خامس ألقابه الكبرى إثر فوز ماراتوني على الإيطالي يانيك سينر، في مباراة امتدت لـ5 ساعات و29 دقيقة من الإثارة والدراما.

واحتاج المصنف الثاني عالميًا إلى قلب تأخره بمجموعتين دون رد، وإنقاذ ثلاث كرات حاسمة، قبل أن يظفر بلقب بطولة فرنسا المفتوحة بنتيجة: 4-6، 6-7 (4-7)، 6-4، 7-6 (7-3)، 7-6 (10-2)، في نهائي سيُخلّد في ذاكرة اللعبة.

أداء بطولي في أطول نهائي للرجال في تاريخ رولان غاروس

واجه ألكاراز بداية نارية من سينر، المصنف الأول عالميًا، والذي دخل اللقاء بسجل خالٍ من الهزائم في آخر 20 مباراة في البطولات الأربع الكبرى، وبدا في طريقه لحصد لقبه الثالث تواليًا في الغراند سلام، بعد تتويجه في أستراليا والولايات المتحدة.

لكن ألكاراز، صاحب الروح القتالية التي طالما ذكّرت الجماهير بمثله الأعلى رافائيل نادال، انتفض بقوة، واستعاد زمام المبادرة في المجموعة الثالثة، ثم صمد بشكل إعجازي في المجموعة الرابعة حين أنقذ ثلاث نقاط حاسمة قبل أن يحسمها بشوط كسر التعادل.

ومع ارتفاع المستوى الفني والبدني لكلا اللاعبين في المجموعة الخامسة، كان الحسم بحاجة إلى شوط فاصل من 10 نقاط، تفوّق فيه ألكاراز بوضوح، منهياً اللقاء بضربة أمامية ساحقة وسط تصفيق جنوني من مدرجات ملعب “فيليب شاترييه”.

اللقب الخامس في عمر نادال

هذا التتويج منح كارلوس ألكاراز لقبه الخامس في البطولات الكبرى، متساويًا في عدد الألقاب مع الأسطورة رافائيل نادال حين كان في نفس العمر: 22 عامًا وشهر و3 أيام، ليُرسّخ مكانته كأحد أبرز نجوم الجيل الجديد في التنس.

وهو أيضًا أول لاعب في العصر الحديث يفوز بأول خمس نهائيات غراند سلام يخوضها، ما يعكس جاهزيته الذهنية والبدنية للتعامل مع ضغط المباريات الكبيرة.

وعزّز ألكاراز تفوقه في المواجهات المباشرة على يانيك سينر، بعد أن فاز عليه للمرة الخامسة تواليًا، بما في ذلك الانتصار في نهائي روما قبل أسابيع من رولان غاروس، ثم الفوز في نهائي باريس الذي شهد أطول مباراة في تاريخ البطولة.

ويُعد ألكاراز اللاعب الوحيد الذي تمكن من فك شفرة سينر في البطولات الكبرى خلال الأشهر الـ11 الأخيرة، منهياً سلسلة الإيطالي التي بلغت 20 انتصارًا متتاليًا في البطولات الأربع الكبرى، والتي بدأت منذ خسارته أمام دانييل ميدفيديف في ربع نهائي ويمبلدون 2024.

سينر يخسر بصعوبة بعد سلسلة مبهرة

أما يانيك سينر، فقد خاض أول مباراة في مسيرته تتجاوز الأربع ساعات، وقدّم أداءً استثنائيًا، لكنه دفع ثمن بعض الأخطاء في اللحظات الحاسمة، خاصة في شوطَي كسر التعادل الأخيرَين.

وكان سينر قد دخل اللقاء بسجل مبهر، بعدما خسر إرساله ثلاث مرات فقط في طريقه إلى النهائي، كما لم يخسر أي مجموعة في آخر 31 مجموعة لعبها في الغراند سلام، قبل أن يكسر ألكاراز هذه الهيمنة.

ورغم سقوطه في النهائي، فقد دخل يانيك سينر التاريخ من بوابته الواسعة، بعدما أصبح أول إيطالي يبلغ نهائي رولان غاروس منذ الأسطورة أدريانو باناتا عام 1976، وثاني لاعب من بلاده يحقق هذا الإنجاز في العصر المفتوح.

كما سجل سينر رقمًا مميزًا بكونه أصغر لاعب (23 عامًا و282 يومًا) يبلغ ثلاثة نهائيات كبرى متتالية، منذ أن فعلها الأمريكي بيت سامبراس بين ويمبلدون 1993 وأستراليا المفتوحة 1994، في مؤشر واضح على ثبات مستواه وتقدمه في سلم المنافسة العالمية.

مواجهة ترسم ملامح مستقبل اللعبة

شهد نهائي رولان غاروس هذا العام أول مواجهة في النهائي بين لاعبين من مواليد القرن الحادي والعشرين، في مؤشر واضح على بداية حقبة جديدة يقودها ألكاراز وسينر، اللذان تقاسما الألقاب الستة الكبرى الأخيرة.

كما كانت المباراة استعراضًا نادرًا للقدرات الفنية والبدنية، إذ تبادل اللاعبان الكرات من الخط الخلفي بكثافة عالية، وسط تبادل للضربات الساحقة، والكرات القصيرة الذكية، والرغبة الجامحة في تحقيق المجد.