
قاد رياض محرز منتخب الجزائر إلى تحقيق فوز مُريح على نظيره السوداني بثلاثة أهداف دون رد، مساء الأربعاء 24 ديسمبر 2025، في مستهل مشوار «محاربي الصحراء» ضمن منافسات المجموعة الخامسة من كأس أمم أفريقيا 2025 التي تضم أيضًا بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، في مباراة أكد خلالها المنتخب الجزائري جاهزيته وقدرته على فرض إيقاعه منذ الدقائق الأولى.
ودخلت الجزائر اللقاء بتركيز عالٍ ورغبة واضحة في توجيه رسالة مبكرة، وهو ما تُرجم سريعًا بهدف افتتاحي مبكر حمل توقيع القائد رياض محرز في الدقيقة الثانية، بعدما استثمر تمريرة ذكية من هشام بوداوي وسدد بيسراه كرة محكمة عانقت شباك الحارس مونغيد النيل، مسجلًا هدفه السابع في تاريخ مشاركاته القارية، ليصبح الهداف التاريخي للجزائر في نهائيات أمم أفريقيا.
ورغم الصدمة المبكرة، أظهر المنتخب السوداني ردة فعل إيجابية، ونجح في الوصول إلى مناطق الخطورة في أكثر من مناسبة، حيث هدد ياسر عوض مرمى لوكا زيدان بتسديدتين خطيرتين، غير أن الحارس الجزائري كان حاضرًا للحفاظ على التقدم.
ومع مرور الوقت، فرضت الجزائر سيطرتها على مجريات اللعب، لكنها واجهت تنظيمًا دفاعيًا جيدًا من السودان، الذي ظل متماسكًا حتى تعرض لضربة قوية بطرد صلاح الدين الحسن بعد حصوله على الإنذار الثاني قبيل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، استثمر المنتخب الجزائري النقص العددي بذكاء، ورفع من نسق هجماته بحثًا عن تأمين النتيجة. وبعد عدة محاولات، عاد محرز ليخطف الأضواء مجددًا، حين استقبل تمريرة محمد الأمين عمورة بمهارة داخل المنطقة وسدد بهدوء في الشباك، موقعًا على هدفه الشخصي الثاني ومؤكدًا تفوق «الخضر».
وواصلت الجزائر ضغطها الهجومي، واقتربت من تعزيز النتيجة في أكثر من مناسبة، حيث تألق الحارس السوداني في التصدي لمحاولات عمورة، قبل أن يتكفل إبراهيم مازة بإغلاق باب التسجيل نهائيًا، بعدما تابع كرة مهيأة من بغداد بونجاح وأسكنها الشباك من مسافة قريبة، معلنًا الهدف الثالث.
وخرج المنتخب الجزائري بانتصار مستحق دون الحاجة إلى بذل مجهود كبير، في مواجهة سودانية أظهرت روحًا قتالية لكنها اصطدمت بفوارق فنية واضحة.
وبهذا الفوز، حصد «محاربو الصحراء» أول ثلاث نقاط لهم في المجموعة، ليبدأوا مشوارهم القاري بثقة، في انتظار اختبار أكثر صعوبة أمام منتخب بوركينا فاسو الفائز على غينيا الإستوائية.
فيما يتطلع السودان لتدارك الموقف عندما يواجه غينيا الاستوائية في الجولة المقبلة.
الجزائر | محاولة استعادة بريقها القاري
دخلت الجزائر المواجهة بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش وهي محمّلة بطموحات استعادة مكانتها القارية، بعد تصفيات قوية أنهاها «محاربو الصحراء» من دون أي هزيمة، بتحقيق خمسة انتصارات وتعادل وحيد، إلى جانب تسجيل 16 هدفًا عكس القوة الهجومية للفريق بقيادة أسماء بارزة يتقدمها رياض محرز ومحمد الأمين عمورة.
ورغم هذا الزخم الإيجابي قبل انطلاق البطولة، فإن التاريخ لم يكن منحازًا بالكامل للمنتخب الجزائري أمام السودان، إذ سبق له أن حقق ثلاثة انتصارات فقط من أصل ثماني مواجهات مباشرة، مقابل ثلاثة تعادلات وهزيمتين، وكان آخر لقاء جمع الطرفين في بطولة كأس العرب قد انتهى بالتعادل السلبي.
كما خاضت الجزائر اللقاء وهي تدرك أن بداياتها في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لم تكن مثالية في السنوات الأخيرة، بعدما اكتفت بفوز وحيد في آخر 13 مباراة افتتاحية منذ نسخة 2012، ما منح مواجهة السودان أهمية مضاعفة بوصفها محطة ضرورية لكسر هذا السجل وبناء انطلاقة قوية في مشوار النسخة الحالية.
في المقابل، عاد السودان إلى البطولة بعد غياب طويل وسط ظروف صعبة في الداخل بسبب الحرب الأهلية، التي أجبرت المنتخب على خوض مبارياته التأهيلية خارج البلاد.
ومع ذلك، نجح الفريق تحت قيادة المدرب الغاني جيمس كوزي أبيياه في التأهل بعد التفوق على النيجر بفارق نقطة واحدة، وحقق نتائج إيجابية أمام غانا حيث تعادل 0-0 في أكرا وفاز 2-0 في ليبيا.
وكان السودان يأمل في تقديم أداء مفاجئ وكسر سلسلة الهزائم في المباريات الافتتاحية للبطولة منذ 2012.
تاريخ المواجهات المباشرة
التقى الفريقان ثماني مرات سابقة، فازت الجزائر بثلاث مواجهات، وتعادلا ثلاث مرات، وخسر السودان مرتين.
وكانت آخر مواجهة جمعت بينهما كانت في كأس العرب وانتهت بالتعادل السلبي.