ذكرى لا تنسى.. ميسي يودع جماهير الأرجنتين بثنائية في فنزويلا
في ليلة استثنائية على ملعب “المونومنتال” في بوينس آيرس الجمعة 4 سبتمبر 2025، تحولت مباراة الأرجنتين وفنزويلا إلى حدث يتجاوز حدود كرة القدم، واخذت بُعدًا عاطفيًا، بعدما قاد ليونيل ميسي منتخب بلاده إلى فوز جديد بثلاثية نظيفة ضمن تصفيات كأس العالم 2026، في أمسية قد تكون الأخيرة له على أرض الوطن بقميص “التانغو”.
دخل ميسي أرضية الملعب برفقة أبنائه الثلاثة، في مشهد مؤثر اختصر مسيرة أسطورية مع الأرجنتين قد تصل إلى محطتها الأخيرة على الملاعب المحلية؛ إذ يستعد لخوض منافسات كأس العالم 2026 في أمريكا، كندا، والمكسيك، ومن ثم سيعلن بعدها إعتزاله بشكل نهائي.
المباراة كادت أن تشهد مفاجأة مدوية في ثوانيها الأولى، حين نفذ لاعبو فنزويلا ركلة بداية مبتكرة أربكت دفاع الأرجنتين، لكن الرد جاء سريعًا من أصحاب الأرض عبر جوليان ألفاريز الذي اختبر يقظة الحارس رافائيل رومو بتسديدة قوية، قبل أن يُلغى هدف لكريستيان روميرو بداعي التسلل.
رغم بعض المحاولات الفنزويلية بقيادة سالومون روندون الذي شكل إزعاجًا دائمًا لثنائي الدفاع روميرو وأوتامندي، ظل التفوق الأرجنتيني حاضرًا بقوة. وكاد ميسي أن يهز الشباك بتسديدة أولى أشعلت المدرجات قبل مرور نصف ساعة.
ميسي يفتتح الأمسية بهدف تاريخي
ومع اقتراب صافرة نهاية الشوط الأول، انطلق ألفاريز بهجمة مرتدة سريعة ومرر الكرة لقائده، الذي أسكنها الشباك بلمسة فنية ساحرة فوق الحارس، محرزًا هدفه الدولي رقم 113.
ولم تكد دقائق قليلة تمر حتى أجبر تياغو ألمادا رومو على تصدٍ بطولي جديد، ليُنهي الأرجنتين الشوط الأول متقدمة ومعززة أجواء الوداع التاريخية لميسي.
في الشوط الثاني، واصل الأرجنتين ضغطها الهجومي المكثف بقيادة ألفاريز، فيما حاول المدرب الفنزويلي فرناندو باتيستا إغلاق المساحات بخط دفاعي خماسي.
وبرغم ذلك، ظل ميسي مصدر الخطر الأكبر، إذ كاد يضاعف النتيجة بتسديدة قوية، قبل أن يمرر كرة ساحرة للبديل نيكو غونزاليس، غير أن براعة رومو حالت دون دخولها الشباك.
ومع دخول المباراة ربع الساعة الأخير، دفع سكالوني بلاوتارو مارتينيز وإيزيكيل بالاسيوس لتنشيط الهجوم، فجاء الرد سريعًا من لاوتارو الذي سجل الهدف الثاني من أول لمسة له، مؤكّدًا تفوق “التانغو”.
ومع تراجع لياقة فنزويلا، عاد ميسي ليضع بصمته مجددًا، محرزا هدفه الشخصي الثاني بعد تمريرة مثالية من ألمادا، قبل أن يُلغى له هدف ثالث بداعي التسلل في اللحظات الأخيرة، ليُنهي حلم الهاتريك في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة جماهير الأرجنتين.
هذا الانتصار عزز السجل المميز للأرجنتين أمام فنزويلا، إذ رفع رصيدها إلى 25 فوزًا من أصل 30 مواجهة مباشرة، مقابل ثلاث تعادلات وانتصارين فقط لـ”لا فينوتينتو”.
كما واصلت كتيبة سكالوني حفاظها على نظافة الشباك للمرة 11 في 12 انتصارًا خلال مشوار التصفيات.
وفي التشكيلة الأساسية لليونيل سكالوني، خطف الأضواء أيضًا فرانكو ماستانتوامو الذي شارك لأول مرة على ملعبه القديم، وسط دعم جماهيري هائل ملأ أرجاء “المونومنتال”.
أما المشهد الأبرز، فكان ميسي الذي جمع بين الأداء الفني الراقي والرمزية التاريخية لليلة قد تكون الوداع الأخير على أرض الأرجنتين، قبل أن يسدل الستار على مسيرته الدولية المتألقة بعد نهائيات كأس العالم 2026.
وكانت الأرجنتين، بطلة مونديال قطر 2022 والمتوجة بكوبا أمريكا 2024، ضمنت حضورها في النهائيات العالمية المقبلة منذ مارس 2025 بعد سلسلة من النتائج المميزة جعلتها تحسم الصدارة مبكرًا وتبلغ المشاركة 14 على التوالي في كأس العالم.