
نجح منتخب بوركينا فاسو في الإفلات من مفاجأة مدوية أمام غينيا الاستوائية، وحقق فوزًا دراميًا بنتيجة 1/2، مساء الأربعاء 24 ديسمبر 2025، بعدما قلب تأخره في الدقائق الأخيرة إلى انتصار مثير بثنائية قاتلة، في افتتاح مشوارهما ضمن منافسات المجموعة الخامسة من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025.
ودخل منتخب بوركينا فاسو اللقاء بأفضلية واضحة على الورق، مدعومًا بفارق التصنيف القاري والاستعداد الجيد قبل البطولة، وفرض سيطرته على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى، حيث هدد مرمى غينيا الاستوائية عبر محاولات مبكرة قادها برتران تراوري وإيسوفو دايو، إلا أن التماسك الدفاعي لمنافسه حال دون الوصول إلى الشباك.
ورغم الاستحواذ النسبي لـ«الخيول الجامحة»، افتقد الشوط الأول للفاعلية الهجومية، في ظل إغلاق المساحات من جانب غينيا الاستوائية، التي اكتفت بالمحاولات المحدودة، أبرزها تسديدة لويس أسوي التي علت العارضة، وأخرى بعيدة المدى من خوسيه ماشين لم تجد طريقها للمرمى، لينتهي الشوط الأول دون تسجيل أي تسديدة على المرمى من الطرفين.
وشهد الشوط الثاني نقطة تحول مبكرة، بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء المباشرة في وجه باسيلبو ندونغ عقب تدخل عنيف، وذلك بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد، ليكمل منتخب غينيا الاستوائية اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الخمسين.
واستغل منتخب بوركينا فاسو النقص العددي، وكثف ضغطه الهجومي بحثًا عن هدف التقدم، فاقترب من التسجيل عبر دانغو واتارا وتسديدة قوية تصدى لها الحارس خيسوس أوونو، قبل أن يضيع بيير لاندي كابوري فرصة أخرى برأسية جانبت القائم.
وظن البديل لاسينا تراوري أنه فك شفرة المباراة حين هز الشباك بعد دخوله بقليل، غير أن تقنية الفيديو تدخلت مجددًا لإلغاء الهدف بداعي التسلل، لتستمر العقدة الهجومية رغم السيطرة الكاملة.
وعلى عكس مجريات اللعب، نجح منتخب غينيا الاستوائية في خطف هدف التقدم قبل خمس دقائق من النهاية، عندما ارتقى مارفين أنيبوخي فوق الجميع وحول ركلة ركنية نفذها كارلوس أكابو برأسية قوية إلى الشباك، في هدف كاد أن يبعثر حسابات بوركينا فاسو.
إلا أن ردّ «الخيول الجامحة» جاء سريعًا وحاسمًا في الوقت القاتل، إذ تمكن جورجي مينونغو من إدراك التعادل بتسديدة قوية في الوقت بدل الضائع، قبل أن يوجه المدافع إدمون تابسوبا الضربة القاضية برأسية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 90+8، ليقود منتخب بلاده إلى فوز ثمين أشعل المدرجات وأكد حضوره القوي في بداية مشواره القاري.
وبهذا الانتصار، افتتحت بوركينا فاسو مشوارها في البطولة بثلاث نقاط ثمينة، بينما خرجت غينيا الاستوائية خالية الوفاض رغم صمودها الطويل، لتبقى حسابات المجموعة مفتوحة منذ الجولة الأولى.
بوركينا فاسو | طموح العودة إلى الأدوار المتقدمة
دخل منتخب بوركينا فاسو البطولة وهو يحمل طموح العودة إلى الأدوار المتقدمة، مستندًا إلى سجل قوي في السنوات الماضية بعدما بلغ الدور نصف النهائي أو أبعد في ثلاث من أربع مشاركات بين عامي 2013 و2021، ومتطلعًا إلى تعويض خيبة الخروج من دور الـ16 في نسخة 2023 أمام مالي.
ووصل منتخب «الخيول» إلى البطولة بحالة فنية مميزة، إذ حافظ على سجله خاليًا من الهزائم في آخر ست مباريات سبقت انطلاق المنافسات، محققًا خمسة انتصارات مقابل تعادل واحد، ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل في أربع مواجهات منها، ما عكس جاهزيته الفنية العالية قبل ضربة البداية.
ورغم أن بدايات بوركينا فاسو في كأس الأمم الإفريقية غالبًا ما اتسمت بالتعثر، حيث لم يحقق سوى فوز واحد في 13 مباراة افتتاحية سابقة، فإن الانتصار الوحيد كان قد تحقق في نسخة 2023، وهو ما عزز الآمال في تكرار انطلاقة إيجابية جديدة.
وبالفعل، جاءت بداية المشوار بانتصار ثمين على غينيا الاستوائية، ليؤكد منتخب بوركينا فاسو صحة المعطيات التي سبقت البطولة، ويبعث برسالة واضحة عن عزمه استعادة حضوره القوي والمنافسة على أدوار متقدمة في النسخة الحالية.
غينيا الاستوائية | سمعة تتجاوز التوقعات
سجّلت هذه المشاركة الظهور الخامس لمنتخب غينيا الاستوائية في نهائيات كأس أمم أفريقيا، والثالث عبر التأهل المباشر، بعدما رسّخ حضوره كضيف دائم بات يحسب له الحساب في البطولة القارية.
ورغم تواضع الإمكانات مقارنة بعدد من المنتخبات الكبرى، فإن منتخب «نزالانغ ناسيونال» نجح عبر تاريخه في بلوغ الدور ربع النهائي ثلاث مرات، ما أسهم في ترسيخ سمعته كمنتخب قادر على كسر التوقعات والظهور بشكل تنافسي في المواعيد الكبرى.
غير أن التحضيرات لهذه النسخة لم تكن مثالية، إذ دخل المنتخب البطولة بعد سلسلة نتائج متذبذبة، لم يحقق خلالها سوى فوز واحد في آخر خمس مباريات دولية، مقابل تعادل واحد وثلاث هزائم، من بينها خسارة اعتبارية أمام مالاوي في تصفيات كأس العالم، على خلفية إضراب اللاعبين.
وسعى المدرب خوان ميشا، العائد إلى منصبه بعد فترة إيقاف مؤقت، إلى استعادة الصورة المميزة التي ظهر بها الفريق في نسخة 2023، حين قدم منتخب غينيا الاستوائية مرحلة مجموعات قوية، سجل خلالها تسعة أهداف من دون أي خسارة، قبل أن يصطدم بواقع مغاير في بداية مشواره الحالي أمام بوركينا فاسو.
جدير بالذكر، سبق للمنتخبين أن تواجها ثلاث مرات، لم تتعرض خلالها بوركينا فاسو لأي خسارة (فوز واحد وتعادلان)، ونجحت في الحفاظ على شباكها نظيفة في جميع تلك اللقاءات، من بينها تعادل سلبي في نسخة 2015 من البطولة.