العراق يدفع ثمن غياب اللمسة الأخيرة ويودّع كأس العرب

دفع المنتخب العراقي ثمن غياب اللمسة الأخيرة، وودّع منافسات كأس العرب 2025 من الدور ربع النهائي، عقب خسارته أمام منتخب الأردن بهدف دون مقابل، في المواجهة التي أقيمت مساء الجمعة 12 ديسمبر على ستاد المدينة التعليمية.

ورغم الأفضلية الميدانية والاستحواذ الأطول في فترات واسعة من اللقاء، عجز “أسود الرافدين” عن ترجمة تفوقهم النسبي إلى أهداف، ليجدوا أنفسهم خارج البطولة، في مباراة كشفت مرة أخرى عن أزمة الحسم أمام المرمى في المواعيد الكبرى.

وبدأ العراق اللقاء بتنظيم واضح وانتشار جيد في وسط الملعب، مقابل اعتماد أردني على التوازن الدفاعي واللعب على التحولات السريعة. ومع أن المنتخب العراقي بدا أكثر سيطرة على الكرة، فإن الخطورة الحقيقية جاءت محدودة، في ظل غياب الحلول داخل منطقة الجزاء وسوء الاختيار في الثلث الأخير.

وجاءت نقطة التحول في الدقيقة 41، حين منح الحكم المنتخب الأردني ركلة جزاء استغلها علي علوان بنجاح، واضعًا فريقه في المقدمة، ومانحًا المباراة مسارًا جديدًا أجبر العراق على التخلي عن حذره والاندفاع الهجومي في الشوط الثاني.

ومع انطلاق النصف الثاني، رفع المنتخب العراقي من نسق هجماته، وفرض ضغطًا متواصلًا على الدفاع الأردني، معتمدًا على التسديد من خارج المنطقة والكرات العرضية، غير أن المحاولات افتقدت الدقة والفعالية، وتكفّل الحارس يزيد أبو ليلى بإجهاض أخطر الفرص، ليقف حائلًا دون عودة العراق إلى أجواء اللقاء.

ورغم السيطرة شبه الكاملة في آخر نصف ساعة، اصطدم العراق بصلابة دفاعية أردنية واضحة، وبحارس متألق أحسن التمركز والتوقيت، ليظل العقم الهجومي عنوانًا بارزًا حتى الدقائق الأخيرة، حين ضاعت محاولات التعديل وسط توتر واستعجال واضحين.

وعلى الجانب الآخر، تعامل المنتخب الأردني بواقعية عالية، محافظًا على تقدمه بأقل مجهود ممكن، ومغلقًا المساحات أمام مفاتيح اللعب العراقية، مكتفيًا بإدارة المباراة حتى صافرة النهاية، دون الانجرار إلى مجازفات غير محسوبة.

وبهذا الخروج، أنهى المنتخب العراقي مشواره في البطولة، رغم أداء قتالي ومحاولات هجومية لم تترجم إلى أهداف، ليؤكد أن التفاصيل الصغيرة واللمسة الحاسمة كانت العامل الفارق في مواجهة حسمها الأردن بكفاءة، بينما غادرها العراق بندم إهدار الفرص.