خماسية نارية تضع البرتغال على الطريق السريع نحو مونديال 2026

أطلق المنتخب البرتغالي صافرة بداية مشواره في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بأعلى درجات القوة، بعدما أمطر شباك مضيفه الأرميني بخماسية نظيفة في يريفان، مساء السبت 6 سبتمبر 2025، مقدّمًا عرضًا كرويًا بديعًا أكد من خلاله عزمه على المضي قدمًا نحو التأهل المباشر دون عناء.
منذ الدقائق الأولى بدا واضحًا أن كتيبة المدرب روبرتو مارتينيز جاءت إلى العاصمة الأرمينية بحثًا عن فرض الهيمنة، ولم تحتج سوى تسع دقائق لتترجم أفضليتها عبر رأسية متقنة من جواو فيليكس إثر عرضية متقنة من جواو كانسيلو.
وبعدها بوقت قصير، حضر القائد كريستيانو رونالدو في المشهد، ليؤكد أن الزمن لا يحد من قدراته التهديفية، فتابع تمريرة بيدرو نيتو وسددها داخل الشباك معلنًا الهدف الثاني.
ولم يكتفِ كانسيلو بدور الممهد، بل أضاف هدفًا ثالثًا عند الدقيقة 30 بتسديدة قوية من مسافة قريبة، ليحتفل على طريقته الخاصة بإهداء الهدف إلى الراحل ديوجو جوتا، في مشهد إنساني هزّ مشاعر الجماهير التي حضرت اللقاء.
مع بداية الشوط الثاني، كان “الدون” على موعد مع تحفة فنية جديدة، إذ أطلق صاروخًا مدويًا من على بُعد 30 ياردة سكن الزاوية البعيدة، مضاعفًا الغلة إلى أربعة أهداف. الهدف جسّد استمرار الروح القتالية لرونالدو، وأثبت أنه ما زال الرقم الصعب في أي مواجهة دولية.
وبينما اكتظت هجمات البرتغال بالفرص المهدرة، عاد جواو فيليكس ليضع بصمته مجددًا، مستثمرًا تمريرة متقنة ليسجل هدفه الشخصي الثاني والخامس لبلاده، بعدما هيأ الكرة لنفسه بلمسة ساحرة وسددها بمهارة عالية.
وعلى الرغم من بعض المحاولات الخجولة من جانب أصحاب الأرض، خصوصًا عبر تسديدة قوية لتيغران بارسغيان تصدى لها الحارس ديوجو كوستا، فإن الصورة العامة للمباراة لم تتغير: سيطرة برتغالية مطلقة، وتنوع في الأسلحة الهجومية، وأداء جماعي يليق بمنتخب بطل أوروبا السابق وحامل لقب دوري الأمم الأخير.
وبهذا الفوز العريض، خطف المنتخب البرتغالي صدارة المجموعة السادسة منذ الجولة الأولى، مؤكدًا أنه لن يكتفي بالحد الأدنى من الأهداف، بل يسعى إلى إرسال رسالة قوية لمنافسيه مفادها أن التأهل إلى المونديال سيمر عبر “الطريق السريع” الذي شقّه بخماسية في يريفان.
الخماسية النارية لم تضمن فقط ثلاث نقاط ثمينة، بل منحت البرتغال دفعة معنوية هائلة لمواصلة التصفيات بثقة. فالفريق الذي يمتلك مزيجًا من الخبرة المتمثلة في رونالدو والنجوم المخضرمين، والشباب المتوهج مثل فيليكس ونيتو، أظهر أن توازنه الفني وتنوع حلول التسجيل يجعله خصمًا لا يُقهر بسهولة.
في المقابل، لم يكن أمام المنتخب الأرميني سوى التسليم بالفارق الكبير في الإمكانات، مع التفكير سريعًا في مواجهة جمهورية أيرلندا المقبلة، بينما تظل بطاقة الملحق هدفًا واقعيًا له في ظل وجود المجر طرفًا منافسًا آخر في المجموعة.
ودخل منتخب البرتغال مباراته أمام أرمينيا بتشكيلة قوية ضمت ديوجو كوستا في حراسة المرمى، وأمامه في خط الدفاع كلًا من جواو كانسيلو، روبن دياش، جونكالو إيناسيو ونونو مينديز. وفي وسط الميدان اعتمد روبرتو مارتينيز على فيتينيا، برونو فيرنانديش وجواو نيفيس، بينما شكّل الثلاثي جواو فيليكس، كريستيانو رونالدو وبيدرو نيتو الخط الهجومي الأساسي.