سان جيرمان يُنهي حلم آرسنال ويواصل زحفه نحو لقب طال انتظاره

وضع باريس سان جيرمان حدًا لطموحات آرسنال الأوروبية وأطاح به من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2025/2024، بعدما جدد تفوقه عليه إيابًا بنتيجة 1/2 في ملعب “حديقة الأمراء”، مساء الأربعاء 7 مايو، ليحسم بطاقة التأهل إلى النهائي القاري بنتيجة 1/3 في مجموع المباراتين، ويواصل زحفه بثبات نحو لقب طال انتظاره منذ سنوات.

دخل آرسنال المواجهة مدفوعًا بالأمل في تعويض خسارته ذهابًا على ملعبه بهدف دون رد، خاصة وأن التاريخ لم يكن في صفه، إذ لم يسبق له أبدًا أن تجاوز دورًا إقصائيًا أوروبيًا بعد خسارة مباراة الذهاب على أرضه.

ومع ذلك، جاءت انطلاقة الفريق اللندني قوية ومبشرة، حيث فرض نسقًا هجوميًا عاليًا في الدقائق الأولى وكاد أن يفتتح التسجيل مبكرًا، لولا تألق الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، الذي تصدّى ببراعة لمحاولتين خطيرتين من غابرييل مارتينيلي ومارتن أوديغارد.

ومع مرور الوقت، تماسك أصحاب الأرض واستعادوا السيطرة تدريجيًا، مستعرضين قدراتهم الهجومية الهائلة. وجاء التهديد الأول الحقيقي من النجم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي كاد أن يفاجئ الجميع بتسديدة مقوسة ارتطمت بالقائم، قبل أن يُمهّد فابين رويز الطريق أمام باريس نحو النهائي بهدف رائع في الدقيقة 37، استغل فيه ارتداد كرة من رأسية توماس بارتي، ليهيئها لنفسه ببراعة ويسددها بيسراه داخل الشباك معلنًا أول أهدافه في دوري الأبطال.

بعد الاستراحة، حاول آرسنال العودة إلى أجواء اللقاء عبر الجناح الإنجليزي بوكايو ساكا، الذي اقترب من تعديل النتيجة لولا تدخل جديد من دوناروما، الذي واصل تألقه اللافت بتصدٍ مذهل حرمه من التسجيل. وفي خضم بحث آرسنال عن التعادل، تلقى ضربة جديدة بعد احتساب ركلة جزاء ضد مايلز لويس-سكلي بسبب لمسة يد، لكن ديفيد رايا تصدى لتسديدة فيتينيا وأبقى على آمال فريقه حية.

ولم تدم تلك الآمال طويلًا، إذ استغل المغربي أشرف حكيمي خطأً دفاعيًا فادحًا من بارتي وسدد كرة قوية بيمناه سكنت الزاوية البعيدة لرايا، ليعزز تقدم باريس بهدف ثانٍ بدا وكأنه المسمار الأخير في نعش آمال المدفعجية.

وأظهر آرسنال ردة فعل متأخرة عبر لياندرو تروسارد، الذي راوغ ماركينيوس وهيأ كرة على طبق من ذهب لساكا ليودعها المرمى من مسافة قريبة. غير أن ساكا نفسه عاد وأهدر فرصة ثمينة كانت كفيلة بإحياء آمال فريقه، عندما فشل في استغلال عرضية مميزة من ريكاردو كالافيوري أمام مرمى شبه خالٍ.

حافظ باريس سان جيرمان على تقدمه حتى صافرة النهاية، ليبلغ النهائي الأوروبي للمرة الثانية في تاريخه بعد نسخة 2020، وينضم إلى رفاقه من أندية فرنسا، ستاد ريمس وأولمبيك مارسيليا، كأكثر الفرق الفرنسية وصولًا إلى النهائي.

ويأمل الفريق الباريسي، الذي لم يسبق له التتويج باللقب، أن يتوج مشواره الحافل هذا الموسم بأول نجمة قارية، واضعًا نصب عينيه المجد الأوروبي الذي طال انتظاره.

أما آرسنال، فقد ودّع البطولة بخيبة أمل جديدة، ليفشل مجددًا في كسر عقدة خسارة الذهاب على أرضه، ويكمل موسمه الخامس تواليًا من دون تحقيق أي لقب كبير، في وقتٍ تُثار فيه تساؤلات حول قدرة الجيل الحالي بقيادة ميكيل أرتيتا على المنافسة القارية الحقيقية.