فنلندا تفجر كبرى مفاجآت اليوروباسكت وتطيح بصربيا من دور 16

أشعل المنتخب الفنلندي الأجواء في العاصمة اللاتفية ريغا بعدما صنع كبرى مفاجآت بطولة كأس أوروبا لكرة السلة 2025 يوروباسكت، حين أطاح بأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب المنتخب الصربي، بنتيجة (92-86)، مساء السبت 6 سبتمبر، في ثمن النهائي، ليكتب صفحة جديدة في تاريخه ويبلغ الدور ربع النهائي للنسخة الثانية على التوالي.

هذا الفوز لم يكن عاديًا، إذ وضع حدًا لسلسلة هزائم فنلندا أمام صربيا والتي امتدت لثماني مباريات متتالية منذ 2009، كما عمّق جراح المنتخب الصربي الذي ودّع البطولة من دور الـ16 للمرة الثانية تواليًا، بعد خسارته أمام إيطاليا في نسخة 2022.

دخل المنتخب الفنلندي المواجهة بثقة كبيرة، مفاجئًا صربيا بانطلاقة نارية تقدّم خلالها (11-1) قبل أن يوسع الفارق إلى (16-5) في منتصف الربع الأول.

وعلى الرغم من نجاح صربيا في العودة تدريجيًا وإدراك التعادل (28-28) في الربع الثاني، إلا أن السيطرة لم تدم طويلًا، إذ واصل “سوسيجينجي” أداؤه القوي، لينهي الشوط الأول متأخرًا بفارق ضئيل (48-44)، لكنه أبقى نفسه في أجواء المباراة.

ومع بداية الشوط الثاني، كثف الفنلنديون من ضغطهم الدفاعي والهجومي، مما أربك حسابات الصرب. ومع حلول الربع الأخير، كانت فنلندا في المقدمة (68-66)، لترسل رسالة واضحة بأن صربيا لن تجد طريقًا سهلًا هذه المرة.

قبل خمس دقائق من النهاية، تقدمت صربيا (77-75) بعد سلسلة من 6 نقاط متتالية، لكن الرد الفنلندي جاء قاسيًا عبر إلياس فالتونن، الذي خطف الأضواء في الدقائق الأخيرة. اللاعب الشاب سجّل 8 نقاط حاسمة خلال آخر دقيقتين، بينها ثلاث تسديدات مصيرية وضعت فنلندا في المقدمة (87-81) قبل 53 ثانية من النهاية، ليضمن لمنتخب بلاده الانتصار التاريخي.

فالتونن أنهى اللقاء بـ13 نقطة إلى جانب 4 متابعات و3 تمريرات حاسمة، إلا أن براعته في اللحظات الحرجة جعلته حديث الجماهير الفنلندية، ومنحته مكانة استثنائية في ذاكرة الفريق.

ولم يكن فالتونن وحده من صنع الإنجاز، إذ واصل النجم لوري ماركانن تألقه بتسجيل 29 نقطة و7 متابعات، ليؤكد مكانته كقائد حقيقي للفريق. وأضاف ميكايل يانتونن 15 نقطة، فيما تألق ميرو ليتل بأداء متكامل جمع فيه 13 نقطة و8 متابعات و6 تمريرات حاسمة و3 سرقات للكرة، ليبرهن أن فنلندا لا تعتمد على لاعب واحد بل على منظومة متكاملة.

على الجانب الآخر، حاول العملاق نيكولا يوكيتش إنقاذ صربيا بتسجيله 33 نقطة مع 8 متابعات، فيما ساهم نيكولا يوفيتش بـ20 نقطة، لكن ذلك لم يكن كافيًا أمام عزيمة وإصرار الفريق الفنلندي.

أحد أبرز مفاتيح فوز فنلندا كان تفوقها البدني تحت السلة، حيث التقط اللاعبون 20 متابعة هجومية بعد تسديدات ضائعة، وهو رقم يعكس الروح القتالية للفريق. في المقابل، عانت صربيا من ضعف واضح في الرميات الثلاثية، مكتفية بنسبة نجاح لم تتجاوز 29%. هذه الفوارق في التفاصيل الصغيرة كانت كافية لقلب موازين المباراة وإحداث المفاجأة الكبرى.

بهذا الانتصار، حسّنت فنلندا سجلها أمام صربيا إلى (2-7)، منهيةً عقدة طويلة دامت أكثر من 16 عامًا. كما ضمنت الوجود بين الثمانية الكبار للمرة الثانية على التوالي، في سابقة تاريخية لكرة السلة الفنلندية. وسيكون عليها الآن انتظار الفائز من مواجهة فرنسا وجورجيا لملاقاته في ربع النهائي.

في المقابل، خرجت صربيا مرة أخرى بخيبة أمل كبرى، بعدما فشلت في استثمار ترشيحاتها القوية للقب، لتتجدد معاناتها مع عقدة دور الـ16 التي أوقفت حلمها في الوصول إلى منصة التتويج الأوروبية.